أتحدث عن الحريق الهائل الذي يحدث حالياً وبشكل متكرر في مكب النفايات الصلبة شرق مدينة غزة…
جهود جبارة ومقدّرة تبذلها كافة الجهات لإخماد الحريق حتى الآن، ضمن ظروف أمنية وصحية غاية في الخطورة والتعقيد، لكننا – وفي اعتقادي – بحاجة ماسّة وعاجلة لبناء وتطوير خطة مراقبة ومتابعة متكاملة وشاملة وأكثر صرامة ودقّة لمكب جحر الديك المركزي ولباقي مكبات النفايات الصلبة في القطاع، والتي أصبحت أمراً واقعاً في غياب منهجيات التدوير الكلي واستراتيجيات وطنية واضحة تجاه اقتصاد دائري حقيقي وإعادة تصنيع مستدام للنفايات، وذلك لمنع تكرار اشتعال الحريق من جديد.

الحريق يشكّل مصدراً هائلاً لتلوث الهواء كما يعلم الجميع، ويشكّل خطراً حقيقياً تجاه كل مكونات الصحة العامة في غزة…
مراقبة الزوّار والنفايات الواردة للمكب والغازات المتصاعدة بشكل يومي سيكون له دور أساسي في الحد من هذه الحوادث التي أصبحت تتكرر سنوياً…

هناك أجهزة مراقبة للحرارة وكاميرات ومجسات يمكن توزيعها حول وداخل المكب، ستساعد في رصد الدخان أو الحرارة أو حتى الغازات القابلة للاشتعال كغاز الميثان وغيرها من المركبات العضوية الطيّارة.

درهم وقاية خير من قنطار علاج.
تخيّلوا حجم التكاليف التي تُنفق حالياً ويتم إنفاقها في كل مرة لإخماد الحريق، ناهيكم عن التكلفة البيئية الهائلة للحريق، والتي كنّا قد تجنّبناها لو أننا أنفقنا نصفها في بناء خطة مراقبة فعّالة للمكب على مدار الساعة…

Comments are disabled.