نصيحتي للسلطة الوطنية الفلسطينية، نصيحتي لقيادات الاجهزة الامنية في الضفة الغربية، رسالتي لكم قبل فوات الاوان، اسمعوا كلامي
لكم من وحي التجربة …. إسحقوا كل سلاح خارج حدود السلطة, خارج حدود القانون, خارج حدود الدولة، حتى ولو كانت رصاصة واحدة مغلفة بصفحات من القرآن
الكريم، لا تستخفوا بوجود المرتزقة بينكم، لا تنخدعوا بإدعاءاتهم, لا تسمحوا بتكرار نموذج ابادة ودمار غزة، لا تحذوا حذو غزة المنكوبة، لا
تصنعوا في الضفة غزة جديدة, لا تستهينوا بإنتشار المسلحين والبلطجية بينكم، ايا كان اسمهم، وايا كانت تبريراتهم, وايا كانت اهدافهم,
مقاومة ومجاهدين واحزاب وحركات وتنظيمات وعائلات وعصابات ومجرمين وزعران وبلطجية ولصوص وصعاليك، انهم سرطان يسهل
ركوبهم من اي طرف في اي لحظة، يتكاثرون في الليل، وفي الغرف المظلمة وتحت الارض، ستجدونهم جيشا هائلا فجأة، وسيدار سلاحهم
فورا تجاه السلطة، وسيحرق من بعدها الناس، وستداس حقوقهم وكرامتهم بالاحذية, وسيغيب القانون والعدل وسيعم الفساد والظلم في كل
مكان, سيصعد الى سطح المشهد التافهون والرويبضة, وسيختفي من البلاد اهل الأخلاق والصلاح, وستغرق البلاد في وحل الفوضى
والفلتان, غابة مرعبة, الحظوة فيها للقوي المجرم, والموت فيها للضعفاء والمساكين, وسيسهل على المحتل حينها تمرير خططه، ستخسرون
الضفة كلها، وسيستفيد العدو الحقير من وجودهم بينكم، انهم اصحاب الاجندات الخاصة والخارجية، ليس لديهم اي خطة, ولا يعرفون في
الادارة والحكمة اي حرف, وظيفتهم القتل والتخريب, وينتمون لاي شيء في هذا العالم، الا الوطن، سيحتل اليهود رام الله ونابلس وقلقيلية
وجنين والخليل وبيت لحم والقدس، وسيطرد منها اهلها بعد اغتصابهم واحراق بيوتهم وموت مئات الآلاف منهم، وسينتشر الرعب والموت
في كل شبر من ارض الضفة، هذا ما حصل تماما وزيادة في غزة بسبب غباء وحماقة وخيانة حفنة من اللصوص، الذين سرقوا بقايا الوطن
واحرقوها بعنجهية وطغيان وفجور محتل مجرم مدعوم من العرب قبل الغرب…. يا اهل الضفة، فوتوا على الاحتلال الفرصة، حافظوا على
شرف نسائكم، وبراءة اطفالكم وشيخوخة كباركم، كرامتكم على المحك، لا تهدموا بيوتكم ولا تقتلوا اطفالكم ولا ت قهروا اهليكم في حرب لا قبل
لكم فيها ولا حول لكم ولا قوة في خوضها، مهما امتلكتم من اسلحة, لا تغتروا بالهتاف، ولا تنخدعوا بالشعا رات والخزعبلات والاوهام، لقد
غرروا بتلك الشعارات شعبنا المسكين في غزة، الذي مات بعشرات الآلاف، ولم يحموهم ابدا، بل اختبؤوا تحتهم وبينهم وفي خيامهم، وديست
كرامتهم بالاحذية، واغتصبت النساء واحرق الاطفال في غزة، وها نحن اليوم نموت كل يوم الف مرة في خيام العار وفي النزوح والشتات,
والوجع والخوف يأكلنا كل لحظة، نبحث عن اوراق الشجر لنأكلها، وعن بول الاطفال لنشربه، ها نحن اليوم نموت بالمئات كل يوم دون ان
يهتز للعالم طرف، الوقت ليس في صالحنا، وهذا الزمان ليس زماننا لنحرر فيه فلسطين، وهذا ما تيقنا منه خلال عام كامل من القهر والذ ل
والموت، فحافظوا على ما لديكم من وطن وكرامة، لا تضحوا بما لديكم من بقايا هذا الوطن، لا تخسروا وجودكم على ارضكم، فهذه نعمة
يبكي لفقدها كل غزاوي، الاحتلال الحقير لا يحتاج الى مبرر لقتلنا وهذا صحيح، لكنه بحاجة دائمة الى فرصة، فلا تعطوه هذه الفرصة،
كما فعل السفهاء في غزة….. لقد احتل اليهود غزة، ودمروها بالكامل، وانتشر في غزة القتل والهرج والمرج والقهر بكل اشكاله، انتشر
اللصوص وقطاع الطريق والمرتزقة والعملاء والجواسيس والخونة والاغبياء والسفهاء والصعاليك، واختلط فيها الحابل بالنابل، لقد انهزم الناس
في غزة، بكل مافي الكلمة من معنى، ومن لا يرى ذلك، فهو احمق اعمى يغرق في الاوهام والخزعبلات … اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد
والله من وراء القصد
وحسبنا الله ونعم الوكيل …..

Comments are disabled.