أكذوبة ما يسمى ب”المقاطعة” في حضرة الموت الجارف والإبادة الجماعية ,,, إنها أداة ماكرة وحقيرة طورها المجرمون والطغاة لتفريغ الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر من كل معاني التضامن الحقيقي
والمؤازرة الفعلية,,, يدخل رجل إلى اكبر المحال التجارية في البلدان العربية, تلك المتاجر الزاخرة بأرقى المستهلكات المنزلية, يذهب طفله
الصغير ليأخذ زجاجة مشروب غازي يتبع علامة تجارية تملكها شركة أمريكية او صهيونية, يصرخ عليه الرجل وبكل قوة ونهم, صوته
خشن, تملؤه النخوة والبسالة, صوت ترتج من شدته جدران المول, وكأنها صرخا ت الجهههاد في ارض المعركة, فيلتفت اليه الطفل وام الطفل
وكافة المحيطين بالطفل, قائلا : “رجعها يا ابن الكلب, هادي مقاطعة, بدك تدفع ثمن الصواريخ والقنابل الي بتقتل أهلنا في فلسطين؟؟”
يذهب الطفل المسكين ليعيدها الى مكانها, الكل ينظر إلى الرجل باحترام وتقدير فائق, والرجل يشعر حينها بالفخر والانتصار المؤزر, اما
الطفل فقد ذهب كما طلب اباه ليأخذ منتجا آخر لا يختلف عن المنتج الأول من حيث الهدف والوظيفة كمشروب منعش ولذيذ وممتع لا
يمكن الاستغناء عنه بعد تناول وجبة شديدة الدسامة والزفرة, وجبة زاخرة بلحم الضأن او الحمام المحشو بالفريكة او البط المحمر, في تلك
اللحظة يجتاح الرجل شعور رهيب من النشوة والطمأنينة, يرتاح قلبه بشعور مزيف, إحساس مخادع, بأنه قد أدى الأمانة, وقد أعطى ما
عليه تجاه فلسطين وزيادة, لقد قاطع المنتجات التي لها علاقة بالصهاينة, نعم, لقد أدى ما عليه تجاه القدس وفلسطين وزيادة, شرب بديلا
عن المنتج المقاطع, واكل بديلا عن المنتج المقاطع, أستخدم كل البدائل عن المنتجات المقاطعة, هكذا وكفى, فهو الان في حل من امره,
وليس عليه تجاه فلسطين أي شيئ, سوى الالتفات الى حياته والاهتمام بأسرته. هكذا قام الطغاة بتطوير أدوات ماكرة وعبقرية كما المخدرات,
تذهب عقول الناس, فسلبت شعوبنا المتخلفة اردتها نحو التغيير, أفقدتها أي رغبة تجاه الرفض او النهوض, أي حاجة الى تفريغ ما لديها
من طاقة او ما يعتريها من غضب عبر الكف عن اكل الماكدونالز والبيبسي وشيبسي لايون ودوريتوس, تمام كما كان الهدف من فيسبوك
والسوشيال ميديا, حتى انك أصبحت لا ترى على الأرض أي حراك او تفاعل ذا قيمة, فالكل يفعل ما عليه, يقوم بدوره تجاه فلسطين
والمستضعفين فيها بكل حزم وصرامة, فهو لا يشتري منتجات أمريكية, ونقطة, الامر الذي دفع الاحتلال الى تنفيذ ابشع مجازر التاريخ د ون
حراك حقيقي يمكن الالتفات اليه, ابيدت غزة بكاملها دون شوشرة, بكل هدوء وصمت عربي واسلامي مخزي, الكل اصبح يمارس اقصى
درجات المناصرة والتضامن والتكافل مع الأقصى عبر مقاطعة كنتاكي والكتابة على الفيسبوك.. للأسف شعوب في قمة الجهل والسطحية,
واحتلال في قمة الدهاء والمكر, وقيادات في قمة الغباء والعنجهية, مليار مسلم لم يستطيعوا إدخال كوب ماء واحد صالح للشرب الى غزة
دون موافقة الاحتلال, ثم تحدثني عن الأمة الإسلامية,,, نصف مليار عربي لم يستطيعوا إغاثة امرأة سحقت كرامتها على مرأى ومسمع
العالم بكل انحطاط وقذارة من مرت زقة صبغت أجسادهم بالوشوم وأحشائهم بالخمور, ثم يقتلونها وأطفالها تحت جنازير الدبابات وهم احياء,,,,
وبعد ذلك تحدثني عن القومية العربية, تلك المسخرة التي صدعتمونا بها طوال العمر, فلا بارك الله في هذا العالم الظالم, ولا أرانا فيهم يوما
طيبا …. هناك شعب بالكامل تجري ابادته بكل ظلم …. انها غزة ….
الدكتور/ أحمد هشام حل س