يحاول أهل الشهداء التعرف على أبنائهم بالبحث عن علامة فارقة في اجسادهم أو ملابسهم، سيما وأنهم يصلون الى المشافي أشلاء أو مشوهين… يمسح الاب الغبار عن وجه الشهيد الممدد امامه ويراوده شك قاتل بانه إبنه المفقود منذ ايام، يتفحص الأسنان والأصابع ويفتش عن جرح قديم في رأسه، في زاوية اخرى من المكان تفحص امرأة خاتم أو دبلة في يد جثمان تشك أنه لزوجها، حاولت فحص اليد الأخرى فلم تجدها في مشفى شهداء الأقصى، تعرف أخ على أخيه من جرح غائر في ساقه جراء حادث طرق عندما كانا يلهوان بدراجة هوائية في سن الطفولة. وأم شهيد مسكت يد جثة شاب ودوت بصرخة هزت جدران المشرحة “يا اما يا حبيبي”…فقالوا لها (تأكدي يا أخت).. فقالت لهم “ابلا هو وافحصوا ظهره فيه وحمة ورا كتفه الشمال” وكان وصفها دقيقا… مراهق تيقن بسرعة أن الجثة المجهولة في المكان تعود لأخيه، “أخوي، عرفته من الجرابين، لبس جرابيني قبل ما يطلع”، قال ذلك بصوت خافت…. كان الوجعك يبتلع الجميع، والحزن يخنق كل الحضور، انه المشهد المكرر كل يوم منذ شهور في كل شبر من قطاع غزة … لا يدرك الوجع الا من اصابه الجرح، ودون ذلك هراء…هذا ما كتبه الصديق سامي سالم :

Comments are disabled.