بنك فلسطين ببقائه واستمراره في العمل طوال فترة الحرب, وثباته على موقفه الصلب الرافض لإغلاق افرعه في وجه الناس بذريعة حماية اموال وحياة عملائه ومرتاديه وموظفيه, ضمن ظروف غاية في الخطورة والتعقيد والتي يعرفها الجميع, وبإمكانات تكاد تكون معدومة, وفي ظل انعدام كامل للامن والامان, فذلك يعتبر عمل بطولي وموقف مشرف, وقرار يحترم ويقدر ويشكر عليه البنك من القلب, ان يتم اطلاق النار على البنك وتهديد موظفيه بالعربدة وبقوة السلاح, فهذا العمل الجبان والحقير لا تقوم به الا عصابة المرتزقة واللصوص وقطاع الطرق, وهو استمرار بشع لمسلسل الفلتان الامني السائد في غزة هذه الايام, الامر الذي من شانه ان يزيد من وجع ومعاناة الناس اكثر فأكثر, بنك فلسطين بموظفيه الشجعان والابطال يعتبر المؤسسة المصرفية الوطنية الوحيدة التي لا تزال على راس عملها, وهو ركيزة امن قومي مصرفي لكافة ابناء شعبنا في كل مكان, وكما يعلم الجميع, كل البنوك الاخرى في غزة اغلقت ابوابها منذ الايام الاولى للحرب, ولا يزال يعاني عملاؤها الأمرين لإنجاز أبسط المعاملات, ولعل الواقع السائد أثناء الحرب قد يمنحهم ما يلزم من تبرير, ولكن ان يأخذ بنك فلسطين على عاتقه مسؤولية الاستمرار بالعمل لإنجاز ما يمكن انجازه من مطالب الافراد والشركات والمؤسسات الخيرية والتجار والمدخرين واصحاب الرواتب بكافة التحويلات الدولية والمحلية فهذا امر عظيم جدا, ويعد صمام الامان المالي الاخير في القطاع، ونافذة غزة الوحيدة الى العالم الخارجي، وعلينا جميعا حمياته وتأمينه ومساعدته بكل قوة, فضلا عن تحطيمه وارهابه واغلاقه, وكما اعرف جيدا من خلال الاصدقاء داخل وخارج البنك, ان اكثر من 90% من المساعدات النقدية وتمويلات الاغاثة الانسانية في غزة اليوم كالمياه والطرود والمطابخ المفتوحة الحالية وغيرها من المشاريع تمر عبر بنك فلسطين, كما ويتم انجاز كافة التحويلات المالية بين الممولين والموردين والمنفذين من خلال بنك فلسطين, وذلك لتجاوز مشكلة غياب الكاش, ولم يكن ابدا للبنك اي دور في اختفاء او تهريب عملة النقد او الكاش من غزة واختفاءها من الاسواق, كما ولم يكن ايضا للبنك اي صله في قصف مقراته في غزة والشمال واستشهاد عدد من ابنائه الابرار وعلى راسهم صديقي الحبيب وابن حارتي ايهاب حرارة، فما يحدث مع البنك او مع اي مؤسسة لا تزال تعمل في غزة وتحاول مساعدة الناس بما تستطيع من عنف وتطاول وارهاب واعتداء هو محاولة دنيئة لتشويه الحقيقة, ولحرف البوصلة عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء معاناة الناس وانهيار ودمار غزة ووصولنا الى ما نحن عليه الان..

ارجو من الاخوة الاحباب في ادارة البنك ان يفوتوا الفرصة على اعداء غزة من داخلها ومن خارجها وان لا يؤثر هذا الاعتداء الجبان او اي ممارسات حمقاء اخرى قد تحصل مستقبلا على موقف البنك الوطني والمحترم تجاه شعبنا الحبيب والرافض للاغلاق مهما حصل, وان يستمر البنك في تقديم الخدمات المصرفية للناس بكل ثبات وثقة…

اعان الله شعبنا الحبيب وجنبه مزيد من الوجع والقهر

وحسبنا الله ونعم الوكيل

Comments are disabled.